نهار الأربعاء 27 جويلية 2011م، خَرجت مِن (شِبه) الخَدمة اللِي راني معوَّل على ربي، ومن بعد عليها: باه ندخل بيها للقفص الذهبي كيما يسمُّوه بعض المدهولين.
......................
ركبت في الحافلة كي العادة، وكنت حامل معايا ساكوشة (حافظة صغيرة): كَروَازِيتها على رقبتي كيما يديروا جماعة جاغيف، وكاغيم.
كنت (كل زوج) دقايق؛ نحل هاذيك الساكوشة ونَجبَذ واحد البِطاقة: لُونَها أصفر مكتوب عليها عبارة: (مؤهل غير مجنَّد) (يسموها عندنا: كارت جون)
من اليوم اللي عطاوهالي وأنا ما قدرتش نلَّم روحي من الفرحة؛ اللي نلقاه نحكيلوا....
...................
الشُوفُور اللي كنا راكبين معاه في الحافلة؛ هو والمساعد تاعو (روسوفار) داروا بينا في المحطة قريب نصف ساعة
ومن بعد كي مَشَاو: كل ما يوصلوا لمحطة جديدة يوقف المساعد في الحافلة ويقول للجماعة:
خويا قدَّم شوية راهو عندك ليستَاع....
اتفكَّرت واحد قسنطيني تلاقيت معاه؛ قالي: انتوما في باتنة علاه الترونسبور تاعكم يتحاشروا فيه الناس !!؟...
...........................
الباص كان يمشي بالثَقَالَة، مرَّة يدِينَا للقُدَّام... ومرة يَرِيب بِينا للوراء...
مرة إيه، ومرة لا لا.... ومرة يروَّن كروش الرجالة !
......................
و(الروسوفور) في كل محطة يزيد يلوح الغاشي، والله تقول عليه يبيلي في الكُوفرِيط..
......................
أنا كنت في حالة يرثى لها.
ركبت قدامي واحد المرأة؛ معاها ثلاث أولاد يتهارشوا، ويعضُّوا في بعضاهم بطريقة تقول راك تتفرج في شريط تاع افتراس !
مرة يطيح عليا واحد، ومرة تجي فيا ضربة... وأنا ساكت !
.....................
وحدث أن: طاح واحد من هاذوك الثلاثة المشردين على امرأة واقفة من القُدَّام...
دارت هاذيك المرأة وتعطيه ضربة للظهر: صرعاتو...
أم هاذاك الطفل هاجت؛ وقالتلها:
ما تحشميش تضرب في الملايكات ؟!
هاذيك المرأة بانت عليها علامات الدهشة:
هذا ملايكات، ياخي وجه الحبس ياخي ...
ولولا تدخل العقلاء راهي طوالت الحكاية اللي راني نحكيلكم فيها....
..........................
و(الروسوفور تاع الحافلة) مازال يصحح في وجهو ويقول للجماعة: خويا قدَّم شوية راه عندك الاستاع!
واحد الراجل كان حامل في يدو طفلة صغيرة قال:
واش آااااخويا، راح تديرنا باط ساردين، الطفل صغير قريب يموت في يدي: راه ماكاش زغبة تاع هوا !.
.........................
كي تكلَّم هذا السيِّد؛ اعطى فرصة كبيرة للناس، وبدا كل واحد يعبر على رايو..
واحدة قالتلهم:
عندك الحق خويا... يحسبوا فينا بهايم...
وواحدة أخرى قالتلو:
احترمنا خويا.... رانا عباد، رانا بشر... لو كان يفيقوا بيك هاذوك تاع حقوق الانسان يديرولك كيما داروا لصدام حسين...
..................
واحد ثاني قالهم:
والله راهوا صاير لي كيما (عادل إمام) كي برك عليه هذا الهايشة تاع (الناحي ناحي نوح)
.......................
ومن بعد تكلمت واحدة عجوز (صوتها رقيق) تقول راهي تحت الماء:
ماشي الغلطة فيه، الغلطة في الدولة تاعنا.. هي اللي راهي مَطَحنتنَا....
................
في هاذي اللحظة اللي قوا فيها الضغط، والزعيق..
أنا استغلِّيت الفرصة، و (ما فُقتَش مع روحي)؛ ونرفع يدي على ما جاب قدري، ونهبط بيها على ظهر واحد من هاذوك الثلاثة اللي كانوا يتهارشوا قُدَّامي؛ قريب قتلتو وحصلت في الروح تاعو...
.......................
أم هاذاك الطفل اللي ضربتوا؛ شافت معايا، هي مع ولدها، وكي ما لقاتش واش تقولي زادت هبطت على كتف ولدها بواحدة كيما تاع (جُون سِينا)؛ وقاتلوا:
بخصتوا بيا قدَّام الناس؛ استنَّى تروح ونوريلك...
.........................
هاذاك الروسوفور كي سمع الهوشة بدات تكبار؛ ناض للغاشي:
اسمعوا؛ ما تكسروليش راسي، راه قريب يترتق..
اللي ما عجبوش الحال؛ يروح يكري طاكسي...!!!
......................
واحد الشايب كان ساكت طول الطريق؛ كي سمع الروسوفور يهدر هذا الكلام ناض ليه:
اسمع ! جابلك ربي تصحَّح في وجهك، وتهدر هاذي الهدرة، تحشروا في الناس، وتزيد تقولهم اركبوا في الفُرود.... ما عندكمش حتى اللسان الحلو اللي تكسبوا بيه المشترية تاعكم...
.......................
هاذو الكلمات من هذا الشايب خلات كل الناس يسمعوا وهوما خاشعين؛ حتى هاذوك الأولاد الثلاثة اللي مازالت أمهم تحسب فيهم ملايكات !!!
ومن بعد كي سكتت الحالة خلاص؛ جاء واحد الشاب باه ينزل، قال لهذا الشوفور وصاحبوا:
خويا ننصحكم، تبنوا الدوزيام (الدور الثاني)؛ وتركبوا النَّاس في العَرض حير... واللي ما كفاهش قبرو يرقد فوقو...
تحياتي.............