فتاة معاقه

في إحدى الأيام أنجبت إحدى العائلات فتاة معاقه وكانت العائلة مستاءة من هذه الفتاة

وحاولو بشتى الطرق أن يتخلصو منها ولكن دون فائدة ، وأمر الله فوق كل أمر

فأنجبوها وربوها وهم مكرهين على ذلك ، كانت للفتاة أب وأم دون الإخوة والأخوات

فكانت وحيدة لوالديها .

كبرت هذه الفتاة وأصبحت في سن العاشرة وكانت تواجه مصاعب شديدة خصوصا من والديها لإنهما كانا يخجلان منها أمام الناس

في ذات يوم كانت هنالك قريبة للأم أتت لهم بزيارة عائلية فسئلت عن البنت المعاقة وقالت /

لما لاتدخل هذه الفتاة مدرسة خاصه للمعاقين وتتعلم أشياء وأشياء مفيدة فالإعاقة ليست نهاية المطاف .

فجاوبتها الأم بإستحياء تام /

نحن راضوون عنها هكذا لانريد أن نعذبها بالدراسة والذهاب والرجوع من البيت والمدرسة

سمعت البنت الكلام ففرحت وقالت /

أريد أن أذهب إلى المدرسة وأريد أن أتعلم أشيااااء كثييييييرة وأن أصادق ياأمي

فوافقت الأم ولكن ليس طيبا منها إنما خوفا من الحرج أمام قريبتها .!!!



دخلت هذه الفتاة المدرسة وبدأت تتعرف على صديقات لها بنفس المدرسة وبدأت تكتسب شيئا فشيئا موهبة الرسم (لأنها كانت موهوبة بالرســم والخيال الواسع)

وبدأو المعلمات بالإنعجاب التام لهذه الطالبة المعاقه

وكانت لاتستحي ولاتخاف ولاتنحرج من كلمة / أنتي معاقه .



في إحدى الأيــام :

انتهى الدوام المدرسي وكانت الفتاة تنتظر والدها لكي يأخذها ويرجعها إلى البيت

أتى والدها وكان ينتظرها تخرج من المدرسة ولكن رأى شخصا كان بالماضي القريب صديق له

وتذكر أن هذا الصديق عنده بنت معاقه وكان يستهزئ عليــــه دائما بأن ابنته معاقه

والله سبحانه وتعالى رزقه الأن بابنة معاقة

فحاول تجنب النظر إليه وعدم النظر إليه ولكن سرعان ماالتفت إليه ذلك الصديق حتى عرفه وأتى له

الصديق / فلان!! السلام عليكم كيف حالك ياصديقي

أين أنت ولماذا غبت عنا فجأة ؟



الأب / أهلا أهلا ( ومن داخله كان يقول : واويلااااه ماهذه الورطة!!)

وعليكم السلام أنا الحمدلله بخييير لقد توظفت في إحدى الشركات الأخرى وذهبت إليها



الصديق / اها ، اذن مالذي أتى بك إلى هنا ؟؟



الأب / (من داخل قلبه / لاإله إلا الله يالله أنقذني من هذه الورطة )

نعم!! لم أسمعك جيدا



الصديق / قلت لك لما أنت هنا ؟؟ أنا جئت لكي أخذ ابنتي وأنت ماذا تفعل هنا ؟؟



الأب / أنا جئت لكي أخذ ابنة أخي فهي معاقه مثل ابنتك



الصديق / اها اذن أنا أنصرف الأن ونراك لاحقا على خير



الأب / حسنا ، وإن شاء الله على خييير



أتت الفتاة المعاقه وركبت السيارة وأنصرف الأب مع ابنته إلى البيت



(وكانت الفتاة فررحة جدا ولكن دائما وأبدا تلقى الظلم من والديها

فتخيلو أيها القارئين لهذه الرواية بأن والديها لايأكلو اولايشربوا شيئا معها

وإنما يعزلون طعامهم عن طعامها ، والبنت كاظمة لحزنها ولضيقة عيشها

وحتى عندما يخرجون للتنزه أو للتسوق يمنعونها من الخروج معهم

إستحياءا بها !!!)

مرت الأيام والأسابيع والشهور والسنين حتى كبرت البنت

وأصبحت في سن الخامسة عشر من عمـــرها

ووالديها لاحظو عليها إبداعها بالرسم فهي تملك الكثيـــــــــر من اللوحــات الجميلة والرائعه والخيالية

وكانت غرفتها تطل على حديقة فكانت ترسم الحديقة وقت الشروق ووقت الغرووب وعندما تكون الشمس في منتصف السماء

فهي مبدعة بالرســـــم .

بدأ الأم والأب يحن قلبهما لها ولكن ماذا يفعلان من كلام الناس

إنهما محرجان من الناس يخافا القول للناس إن هذه هي ابنتنا

ويستحيان إظهارها لهم ....



أما الفتاة فكانت ترسم تلك الرسمات الجميـــلة وهي تملك قلبا ضعيفا وجسدا يقال عليه أنه معووق

وكانت تقــول بنفسها

إن كنت معوقة فما ذنبي أنا ؟؟

وإن كنت معوقة ماذا حصل لي ؟؟

فأنا إنسانه مثل بقية البشــــــــــــــر

فتسمع نداءا خياليا وبعيدا يجاوبها ويقول لها /

أنتي يافتاة مثل البشــــــــــر

لكن الزمن حكم عليكِ بتفرقتك عنهم

ليس الزمان من فرقك وأبعدك عن صنف البشر

وإنما الناس هم من أصنفوك بهذا الصنف ..

فقالت لذلك الصوت التي تسمعه ولاتعرف من أين مصدره /

وهل أنت راضي عن الناس

وأنا مالفرق بيني وبينهم ؟؟؟

لدي عينان وأنف ورأس

لدي يدان وقلب وإحساس

؟

جاوبها قائلا /

أنا لست من أحكم ولا لحكمي إجابة أو قبوول



واستمروا بالأسئلة والإجابة واستمر الحوار حتى مطلع الفجر وكانت الفتاة عندها عزيمة وقوة أمل على أن تكــون مثل بقية البشر ......


...................................................................




طلع يوم جديد وشرقت الشمس في الصباح (وهذا ليس بجديد)
تجهزت البنت المعاقه للذهاب إلى المدرسة لكي تتعلم مع صديقاتها الأتي أحببتهم هذه الفتاة وأصبحوا جزءا جميلا من حياتها
ذهبت مع والدها إلى المدرسة نزلت وبدأت يومها الدراسي الجديد كانت سعيدة وكانت فرحة وكانت متميزة بكل شي
أما والداها فهم عرفوا موهبتها ويريدون أن يفتخروا بها لكنهم خجولين.!!
كان في ذلك اليوم مسابقة تحدي بين أجمل الرسمات جمالا ورووعة
فأختيرت لوحة هذه الفتاة وأصبحت هذه الفتاة داخله للشهرة ولكي تنفتح على العالم وتكون درس من درووس الحياة
وليعلم الناس بأجمعهم بأن هذه الفتاة هي فتاة واجهت ثم عانت ثم تحدت البشر بأكملهم حتى نجحت وتوفقت


دخلت مسابقة على مستوى الدولة وحصلت على الترتيب الأول بدأت بتحدي الكبار من الرسامين
أصبحوا يذكرونها كثيرا بالجرائد والمجالات
في ذات يووم أجتمع الأب والأم وناقشو نقاش طويل حول هذه الفتاة
فالأم وكأنما قلبها بدأ يحن وهي تقول دعنا نعاملها مثل بقية الفتيات دعنا يازوجي نحبها ونخرجها للسياحة والترفيه معنا
دعنا ندلعها وندللها فهي ابنتنا الوحيدة

وكأني بالأب يقول ويرد لزوجته إنني أفكر بنفس التفكييييير
وبدأو بالنقاش طوال تلك الليلة حتى أصبح الصباح وأفطروا جميعا وبدأت الفتاة بالسعادة
لأنها دخلت جو الأسرة الجميلة وجو العائلة الكريمة
أفطرت وكانت تلك آخر وجبة تتناولها الفتاة مع عائلتها

خرجت مع والدها إلى المدرسة
نزلت وراحت سعيده ومبتسمه للقاء صديقاتها
وهي تقول لوالدها إلى اللقاء ياوالدي ... واسمحولي بأن أقول :إلى اللقاء ولاأظن أن بينها وبين والدها لقاء بالحياة الدنيا
ذهب الوالد إلى العمل ثم خرج وكان متفق هو مع زوجته للغداء في الخارج عالبحر ولم يخبروا ابنتهم لمفاجئتها
بعدما وصل خبر عبر الهاتف للأب بفوز ابنته بأجمل المواهب الجميلة بالدولة وحصلت على جائزة كبييرة وغالية الثمن
ذهب الأب واستلم الجائزة
خرج وذهب إلى السوبر ماركت ليقضي حاجات البيت وإحتياجاتهم
اتصل لزوجته وقال لها /
جهزي الأغراض وجهزي نفسك سوف أمر عليك بالأول ثم نذهب لنأخذ ابنتنا من المدرسة ونذهب سويا إلى البحر لتناول الغداء هناك في هذا الجو الجميل

الزوجة تجهزت وتزينت وتعطرت وفرحت
ركبت مع الزوج بالسيارة ذهبوا إلى المدرسة وهم منتظرين ابنتهم
صادف الأب نفس الرجل (صاحبه القديم )
وقال له هذا الأب :
ياصاحبي سامحني فلقد كذبت عليك
أنا آتي يوميا هنا لأخذ ابنتي وليست ابنة أخي
فجاوبه الرجل وقال له / إنني أعلم فابنتي وابنتك صديقات متحابات
والحمدلله على كل حال

خرجت بنت صاحب الأب ورحلوا
وهم إلى الأن ينتظرو خروج ابنتهم
خرجت تلك الفتاة فرحة وسعيدة وخصوصا بعدما رأت والدتها
تعجلت بالمشي ولم تنتبه على عتبة الدرج لم تنتبه على درج المدرسة
وهي تسررع وإذا هي قد سقطت من كرسيها ليخرج الدم من رأسها
ذهبوا بها إلى الطبيب
ليخبرهم بأنه قد مات ذلك الحبيب

.......................
النهاية

لاتقرا وتهرب بدون رد